البحث

صيادي لبنان يدفعون ثمن "الديناميت"

استخدام الديناميت ليس أمراً جديداً، بل لطالما كان ملجأ بعض الصيادين للحصول على الأرباح الكبيرة على حساب الطبيعة والبيئة والثورة السمكية. وهكذا هي الحال اليوم في بحر الصرفند حيث تنتشر هذه الظاهرة في الموانىء الثلاث للبلدة الساحلية: الزيرة، عين القنطرة والمونس. ووفقاً لمعولمات "نفس"، يقوم نحو ثمانية مراكب باستخدام الديناميت ضاربين بعرض الحائط الأضرار التي يسببها هذا النوع من المتفجرات.

استخدام الديناميت ليس أمراً جديداً، بل لطالما كان ملجأ بعض الصيادين للحصول على الأرباح الكبيرة على حساب الطبيعة والبيئة والثورة السمكية. وهكذا هي الحال اليوم في بحر الصرفند حيث تنتشر هذه الظاهرة في الموانىء الثلاث للبلدة الساحلية: الزيرة، عين القنطرة والمونس. ووفقاً لمعولمات "نفس"، يقوم  نحو ثمانية مراكب باستخدام الديناميت ضاربين بعرض الحائط الأضرار التي يسببها هذا النوع من المتفجرات. 

وإلى جانب هؤلاء، ثمة بعض الأشخاص الذين يلجؤون إلى استخدام الديناميت حتّى دون امتلاكهم لمراكب، مما يضطرهم إلى استخدامه على الشاطئ. والقاسم المشترك بين جميع هؤلاء هي الحماية السياسية والأمنية التي يحظون بها وتمنع المساس بهم أو محاسبتهم.

 

ويُشير أحد صيادي الصرفند، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"نفس"، إلى أن " الجمعيّة التعاونيّة لصيّادي الأسماك في الصرفند لطالما حاولت منع هذه الظاهرة وهي الأكثر إدراكاً لخطورتها، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى النتيجة المنشودة". وأكد أن "ثمة سببان أساسيان يقفان وراء منع هذه الظاهرة، الأوّلى يتمثّل بالحماية التي يملكها الصيادين الذي يستخدمون الديناميت، والسبب الثاني هو عدم قدرة باقي الصيادين من منع هؤلاء أو الوقوف في وجههم لما قد يُسبب ذلك من مشاكل، ربما تتحول إلى مواجهات بين أبناء البلدة الواحدة".

 

إضافة إلى ذلك، يلفت المصدر إلى تقاعس "القوى الأمنية التي يُفترض بها القيام بهذا الدور، مع التأكيد على الإمكانات المحدودة التي تملكها"، موضحاً أن "ثمة غياب واضح للوزارات المختصّة والمعنية بحماية هذه الثروة، ولاسيما وزارة الزراعة، تتحمل المسؤولية الأكبر في هذا الملف لأنه يقع ضمن اختصاصها، وتحديداً لدى دائرة الصيد المائيّ والبرّيّ الغائبة عن السمع". 

كما يوضح المصدر أنه "طريقة استخدام الديناميت اختلفت بين الماضي والحاضر مما ساهم بتزايد الأضرار البيئية، ففي الماضي كان الصيّاد يلجأ الى الديناميت بكميات قليلة ومحدودة بهدف صيد بعض الأسماك الكبيرة بطريقة سريعة، أمّا اليوم فيُستعمل نحو 15 كيلو ديناميت بمستوعب واحد في قعر البحر".

 

 

نزاع قديم 

وخفت وتصاعد استخدام الديناميت في تلك المرحلة في مراحل زمنية مختلفة، فبعد انتهاء الحرب الأهلية، وتحديداً في فترة التسعينيات، دخل بحر المنطقة في مرحلة أكثر انضباطاً. ونشطت دوريات حرس الشواطئ لمراقبة المخالفين، مما أدى إلى التشدّد بمنع استخدام الديناميت

 

بالإضافة إلى التضييق الأمني على هؤلاء، فقد أدّت عوامل كثيرة إلى انحسار استخدام الديناميت في بحر الزهراني. ويأتي في مقدها خطر الموت، وكذلك اعتماد جيل الصيادين الجديد على وسائل أخرى، منها البارودة والأقفاص والجاروفة. فضلاً عن أن مواد التفجير لم تعد متوافرة، ولا سيما النيترات.

 

وفي مجمل الأحوال، بقيت تُهمة استخدام "التروبين" كما يُتعارف عليه بين "البحرية"، لطالما اتُهم بها صيّادي منطقة الزهراني والصرفند. إذ لطالما اعتُبروا "بأنهم يتمتعون بغطاء حزبي يجعلهم بعيدين عن المساءلة والمحاسبة".

 

ففي كانون الثاني 2023، أطلق صيّادو صور حملة ضد صيّادي الصرفند، واتهموهم بتخريب بحرهم بسبب استخدامهم الديناميت في الصيد، كما نفذوا اعتصام احتجاجي اعتراضاً على ذلك و من أجل "حماية بيئتهم ومصدر رزقهم".

  

خروقات بحرية أخرى

والخروقات البحرية لا تقتصر على استخدام الديناميت، وإن كان هذا الاستخدام هو الأكثر ضرراً وفتكاً بالبيئة، بل يتعداه ليشمل استخدام شبكات العين الضيقة دون ثلاثة أو أربعة ميل التي تقتضي على الأسماك الصغيرة، فضلاً عن الاستخدام غير السليم للبواريد والكومبريسورات.