البحث

كارثة بيئية في صور: غبار النفايات يجتاح المنطقة

أزمة بيئية جديدة تُصيب مدينة صور والقرى المحيطة بها تتمثل بتصاعد دخان كثيف ناتج عن حرق النفايات، مما تسبب بغطاء من الغبار الذي يجتاح الأحياء السكنية. وبات الضباب يُغطي البلدات بأكملها، 

ويلفت محمد الشمالي، أحد أبناء بلدة العباسية، في حديث لـ"مناطق نت"، إلى أن " ما يحدث اليوم هو جريمة بحق أبناء المدينة والقرى المحيطة، فهذه السموم المسرطنة المنبعثة من مكب النفايات المحترق ستؤدي إلى أمراض، وكأن الموت يلاحقان". 

ويلفت الشمالي إلى أن "المشكلة الأكبر هي في غياب أي حل، فإغلاق المكب سيؤدي إلى تكدس النفايات فى الشوارع".

من ناحيتها، تلفت إيمان مهنا، القاطنة في مدينة صور، إلى أن "الوضع لم يعد يُحتمل على الإطلاق، والكثير من أهالي المدينة بات يُعاني من السعال من دون توقف"، مضيفةً "الأضرار الصحيّة تتفاقم بشكل متسارع من دون أي تحرك من قبل المسؤولين".

من جانبها، أوضحت بلدية برج الشمالي في بيان على صفحتها على فيس بوك، أن "مكب النفايات قد اشتعل لأسباب ما زالت مجهولة. ونحن أمام احتمالين: أما أن الحرارة الشديدة التي ضربت لبنان هذا اليوم مع وجود غازات محتقنة ما أدى إلى اشتعال الحريق، وأما هناك فاعل ما أقدم على إشعاله". 

وأضاف البيان "من أجل معالجة الحريق استعنا بالدفاع المدني لإخماده إلا أن ذلك لم يكن كافياً، وسوف نعمل غداً على طمره بالتراب لمنع استمرار وصول الهواء وتفاعل الغاز المتشكل نتيجة التخمر".

وختم البيان بالإشارة إلى أن "هذا هو الحل الممكن الذي ستعمل عليه البلديّة كإجراء مؤقت لحين إيجاد حل آخر أكثر فعالية وديمومة حفاظاً على سلامة البيئة وبالتالي سلامة المواطنين من آثار الدخان المنتشر".

وهكذا، يُترك المواطنون لقدرتهم في مواجهة أزمة عميقة بلغت مستويات خطيرة، وكل ذلك يحدث في ظل غياب خطط فعالة لإدارة النفايات. فضلاً عن ذلك، فإن البلديات التي يفترض بها التحرك لمواجهة هذه الكارثة تُعاني من غياب أي دعم مالي أو تقني، ولم تجد خيارًا سوى اللجوء إلى الحرق في الهواء الطلق، ليدفع المواطن بصحته فاتورة هذه الأزمة.