البحث

الأزمات المتتالية تدفع المرأة خارج سوق العمل

أظهر مسح «القوى العاملة والظروف المعيشية للأسر» الذي أجرته إدارة الإحصاء المركزي بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، أن معدل تبوّؤ النساء مراكز قيادية بلغ 28.9% مقابل 71.1% للرجال عام 2019، كما  بلغ عدد النساء العاملات من مجمل القوى العاملة في لبنان 29.3% مقارنة مع نسبة الرجال البالغة 70%، في العام نفسه.

هذه النسب استمرّت في التراجع في السنوات اللاحقة، فعام 2022، لم تتجاوز نسبة النساء في القوى العاملة اللبنانية اللاتي تراوح أعمارهن بين 15 و64 عاماً 22%، وفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة الإحصاء المركزيّ ونشرها البنك الدولي عام 2024 في تقرير بعنوان «تعزيز خدمات رعاية الأطفال لتحفيز دخول المرأة إلى سوق العمل ودعم النمو الاقتصادي».

ووفقاً للتقرير عينه، تعود أسباب عدم انخراط النساء اللواتي شملهن المسح الاستقصائي في سوق العمل إلى عدّة أسباب وفي مقدمتها  رعاية الأطفال (60% من الأمهات)، بالإضافة إلى انخفاض الأجور وعدم توافر وسائل النقل والمواصلات. فضلاً عن الاعتبارات الاجتماعية والثقافية والتقاليد الموروثة التي تتوقع من النساء أن يتفرغن للأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.

بالإضافة إلى هذه العوامل، ساهمت الأزمات التي مر بها لبنان من انتشار جائحة كورونا، مروراً بالأزمة الاقتصادية عام 2019 وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت عام 2020 بتهميش النساء في العمل. فعلى الرغم من أن هذه الأزمات أصابت كلا الجنسين إلا أن وقعها كان أكبر على النساء نظراً إلى العوامل الجندرية الموجودة أساساً في المجتمع اللبناني والتي ضاعفت أثر الأزمات على انخراط النساء في سوق العمل.